https://grain.org/e/7171

Booklet | UPOV: the great seeds robbery ( النسخة العربية )

by GRAIN | 1 Jul 2024

هذه الدراسة من إنجاز منظمة غرين Alianza Biodiversidad & GRAIN (2021) ، نشر وترجمة شبكة سيادة(2024).


يدرك الناس في جميع أنحاء العالم أنه لا وجود للزراعة من دون بذور. إن حماية البذور، وإتاحة الوصول إليها، يتجاوز الثقافات والإيديولوجيات والأديان والرؤى العالمية.


إن فكرة انتشار البذور بحريّة متجذّرة للغاية، لدرجة أن جميع أنظمة البذور الوطنية المعتمدة حتى عام 1960، كانت مرتكزة على فرضية مفادها أن البذور المخزنة يجب أن تكون متوفرة لكل من يطلبها. وقد حصل تبادل البذور بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي حتى في أسوأ أيام الحرب الباردة.


أصبحت حرية الوصول إلى البذور، وحرية استخدامها وتبادلها، أمرًا أساسيًا في الثقافات المختلفة، وفي توسيع نطاق الزراعة في جميع أنحاء العالم، إلى جانب تعزيز قدرة الناس على تأمين الغذاء والدواء والملبس والمسكن. وكانت أي محاولة لتقييد هذه الحريات تعتبر عبثية، واعتداءً غير مقبول، وانتهاكًا للمعايير الأساسية للتعايش الحضاري.


ومع ذلك، فقد تحوّلت الأنظار عام 1961 باتجاه منظمة حكومية دولية مقرّها جنيف، وتضم ستة دول أعضاء فقط – الاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (UPOV) – عندما نشرت وثيقة حول ما يسمى “حماية الأصناف”، وقد كانت أول محاولة لخصخصة البذور وأصناف المحاصيل.


إن الاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (UPOV) يمثل تعبيرًا صارخًا عن الحرب على الفلاحين: وتستلزم مقاومة الفلاحين حماية نظامهم التقليدي المتمثل في توفير البذور وتبادلها وإكثارها من خلال قنوات الثقة والمسؤولية.


كانت هذه الوثيقة هي النسخة الأولية لمعاهدة “الأوبوف” (UPOV)، ومن خلالها قامت مجموعة صغيرة من كبار منتجي البذور الدوليين – معظمهم من الشركات – بمنح نفسها الحق في الاستيلاء على أصناف النباتات، وذلك من خلال منع الأشخاص الآخرين والمجتمعات من استخدام تلك الأصناف بحريّة. وذلك على الرغم من أن الفلاحين، والمزارعين، ومجتمعات السكان الأصليين، هم الذين قاموا بتدجين البذور وزراعتها وتوريثها للإنسانية جمعاء، حيث إن الزراعة متمازجة مع حياتهم.


على إثر الاجتماع الذي حصل عام 1961، عمل الاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (UPOV) بشكل حصري وواضح على خصخصة البذور في جميع أنحاء العالم، حيث قام بفرض “حقوق الملكية الفكرية” على أصناف النباتات، وتمكين الشركات من احتكارها. ويطلق UPOV على آلية الخصخصة هذه اسم ” حقوق مربي الأصناف النباتية الجديدة”.


إن الاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية الجديدة (UPOV) يمثل تعبيرًا صارخًا عن الحرب على الفلاحين: وتستلزم مقاومة الفلاحين حماية نظامهم التقليدي المتمثل في توفير البذور وتبادلها وإكثارها من خلال قنوات الثقة والمسؤولية.


أما اليوم، فإن النصوص التي صاغها بيروقراطيو UPOV وممثلو الصناعة تشكّل العمود الفقري الإيديولوجي والقانوني لجميع الأنظمة والمعايير المتعلقة بالبذور أو “الأصناف النباتية”. ويمكن اختصارها بنص واحد: القضاء على الزراعة المستقلة، وجعلها تتآكل، وتعطيلها من أجل إخضاعها لأهواء الشركات الزراعية الكبيرة وشركات الذور والمدخلات الزراعية.


وترى هذه الشركات أن الزراعة المستقلة هي منافسة غير مرغوب فيها. ولهذا السبب يجري العمل على تجريم المعارف والتقنيات والممارسات الخاصة بالمجتمعات الفلاحية.


يدرك الفلاحون في جميع أنحاء العالم ما هو على المحك هنا. الشركات الكبرى والحكومات القوية التي تدعم انحرافات مثل UPOV، وبالرغم من كل قوتها، لا تواجه هذه المقاومة بسهولة. فالمقاومة الشعبية تنشأ في كل مكان. ويجب علينا تعزيز هذه النضالات.


وتتضمن الدراسة شرح تفصيلي لبعض أشكال العدوان الرئيسية التي يفرضها UPOV على الفلاحين والمزارعين.

ترجمة: هاني عضاضة

Author: GRAIN
Liens dans cet article:
  • [1] https://www.siyada.org/haniiadada/